هيئة العدالة الانتقالية في سوريا: التحديات والآمال

✍️ الكاتب: المحامي أحمد صوان 🏢 الناشر: تلفزيون سوريا 🗓️ تاريخ النشر: 24/05/2025
هيئة العدالة الانتقالية في سوريا: التحديات والآمال

في مقابلة حديثة مع تلفزيون سوريا، استعرض المحامي أحمد صوان أبرز ملامح وآليات تشكيل “هيئة العدالة الانتقالية” في سوريا، بعد الإعلان عن تشكيلها بإشراف الرئيس أحمد الشرع. وتأتي هذه الخطوة استجابةً لما ورد في خطاب الرئيس الأول، والذي أكد فيه أهمية العدالة كركيزة في بناء سوريا الجديدة. يوضح صوان أن الهيئة تمثل تجسيداً عملياً للرؤية السياسية للمرحلة القادمة، ويعول عليها كثيراً في تحقيق العدالة واستقرار الدولة.

خارطة طريق لخمس لجان رئيسية

يرى المحامي أحمد صوان أن نجاح هذه الهيئة رهن بتقسيم المهام وتوزيعها على خمس لجان رئيسية:

1. لجنة الملاحقات والمحاكمات والمحاسبة

هي المعنية بوضع الضوابط والتعليمات لمحاكمة المتورطين بالانتهاكات. نجاح هذه اللجنة مرهون بإصلاح المؤسسة القضائية، ورفدها بعدد كافٍ من القضاة المؤهلين.

2. لجنة جبر الضرر والتعويضات

تناقش هذه اللجنة تعويض الضحايا عن الأضرار الجسدية والمادية والنفسية. يشير صوان إلى أهمية ما أسماه بـ"العدالة الانتقالية العقارية"، في ظل ما مارسه النظام السابق من استيلاء ممنهج على أملاك السوريين، خاصة في مناطق العشوائيات. التعويضات قد تكون فردية أو جماعية (بنية تحتية، مرافق عامة).

3. لجنة الإصلاح القانوني والتشريعي

مهمتها مراجعة القوانين الاستثنائية التي أصدرها النظام منذ عام 1963، وخاصة ما بعد 2011، والعمل على اقتراح تعديلها أو إلغائها أو استبدالها، بما يضمن حماية حقوق المواطنين. توصي اللجنة بإصدار تشريعات جديدة بما يتلاءم مع المرحلة الانتقالية، دون أن تملك صلاحية التشريع، التي تظل من اختصاص البرلمان المقبل.

4. لجنة إصلاح المؤسسات

تشمل إصلاح القضاء، الأمن، الشرطة، السجون، مؤسسات الرقابة، وزارة الأوقاف، والجهاز المركزي للرقابة المالية. الهدف هو بناء مؤسسات خاضعة للمعايير الدولية وتخدم الشعب، لا السلطة.

5. لجنة العزل السياسي

تعنى بإبعاد الموظفين المتورطين بالفساد أو الانتهاكات عن المناصب العامة والحياة السياسية، مع ضمان أن لا تكون هذه الآلية أداة انتقام، بل وسيلة لتحقيق العدالة ومنع النظام القديم من إعادة إنتاج نفسه. يحذر صوان من مخاطر العزل الواسع على كفاءة الإدارة العامة.

الاستقلالية كشرط أساسي

شدد المحامي أحمد صوان على أن نجاح الهيئة مرهون باستقلاليتها التامة عن الانتماءات الدينية والسياسية والاجتماعية، واتباعها معايير موضوعية شفافة وعادلة في كل قراراتها، من دون تمييز.

خاتمة: معيار النجاح هو التنفيذ

يختتم صوان حديثه بالتأكيد على أن تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس أحمد الشرع هو المعيار الحقيقي لنجاح الهيئة، مشيدًا بما أسماه “خطة نموذجية” تحتاج إلى دعم حكومي فعلي لكي تؤتي ثمارها. كما عبر عن أمله في أن تكون هذه الهيئة نواة لإعادة بناء سوريا على أسس العدالة والكرامة.


✍️الكاتب: المحامي أحمد صوان

🏢الناشر: تلفزيون سوريا

🗓️تاريخ النشر: 24/05/2025